آية الكرسي

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم {اَللَهُ لا إِلَهَ إلا هو اَلحي ُ القَيَوم لا تأخذه سِنَةٌ ولا نوْمٌ لَّهُ مَا فيِِ السَمَاوَاتِ وَمَا في اَلأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَينَ أَيدِيهِمْ ِوَمَا خَلْفَهم وَلا َيُحِيطُونَ بشَيءٍ مِنْ علمِهِ إِلاَ بِمَا شَآء وَسعَ كُرْسِيُّهُ السَمَاوَاتِ وَالأَرضِ وَلاَ يَؤُدُه حِفْظُهُمَا وَهُوَ العَليُّ العَظِيمُ}

الثلاثاء، 5 يوليو 2011

تارخ التنصير في الجزائر........لا للتنصير في الجزائر



ثم جاء دور أسقف آخر هو (الأسقف لويس انطوان بافي) الذي خلف الأسقف ديبيش في النشاط التنصيري عام 1846م وقد حاول هذا المنصر تدارك الخسارة التي مني بها سابقوه، فقرر الخروج لتنصير القرى والمداشر وأعماق الجزائر بدل التركيز على الجزائر وقسنطينة معتمداً في ذلك على فقر هؤلاء وجهلهم، وتحت إشرافه قام (الأب دوغا اليسوعي) سنة 1857م، بتأسيس «جمعية الصلاة من أجل تنصير المسلمين في العالم وإحياء الكنيسة الإفريقية» وبتاريخ 1841م بادر (الماريشال سولت) بتعيين لجنة من الخبراء لبحث وسائل الاستعمار بواسطة الجماعات الدينية، وترأس هذه اللجنة النائب الكاثوليكي (دوكورسيل) الذي كان متحمساً لهذا النوع من الاستعمار، وقامت اللجنة بدراسة مختلف جوانب الموضوع وبقيت في الجزائر ثلاثة أشهر، وقدمت تقريرها النهائي الذي سلمه دوكورسيل إلى وزير التربية والتعليم، ومما جاء فيه: لا يمكن للجزائر أن تكون فرنسية إلا إذا أصبحت مسيحية..





وهكذا قام دوكورسيل باستدعاء فرقة الترابيست التي كان لها منهجها الخاص أيضاً في التنصير وذلك من خلال امتلاك الأراضي الزراعية وفلاحتها، فاستقرت هذه الفرقة بمدينة اسطاوالي -20 كلم غرب العاصمة- وقد أخذت1020 هكتاراً من أحسن الأراضي الساحلية بسهل اسطاوالي، وساعدها الجنرال بثلاثين ثوراً وبقرة و90 كبشاً وقامت ببناء أول دير لها بتاريخ 14 سبتمبر 1843م وسط مزارع اسطاوالي، وقد نجحت هذه الفرقة في زراعة الأراضي التي استولت عليها بالكروم، ولكنها فشلت فشلاً ذريعاً في تنصير الجزائريين.


يقول الأب جيرارد متحسراً: "عند مجيئي إلى الجزائر، كنت آمل في تنصير العرب، ولقد رأيت عدداً منهم يصلون إلى مرحلة التعميد ولكني لم أر واحداً منهم يثبت أو يبقى على نصرانيته."

ثم ظهرت فكرة جهنمية للاستعمار الفرنسي وهي توطين الموارنة النصارى السوريين الموالين لفرنسا بالجزائر، من أجل إيجاد جالية عربية نصرانية تسهل لفرنسا مهمتها الاستعمارية، وكان صاحب الفكرة قنصل فرنسا بالإسكندرية بوديكور فخاطب وزير الشئون الخارجية الفرنسية في 9 سبتمبر 1845م عارضاً عليه الفكرة بقوله: الموارنة مسيحيون، وقد برهنوا على إيمانهم بتمسكهم الشديد بالدين، وسوف يؤثرون على سكان الجزائر حينما يسكنون في وسطهم. سينتشر الموارنة في الأسواق العربية وكل القرى القبائلية ومراكز التجمع بالصحراء، حتى يستطيعوا خلق تأثير حسن في الجزائر، مكونين بذلك شبكة من المسيحيين العرب، العاملين من أجل المصالح الفرنسية.

وقد تعطل هذا المشروع لأن الحكومة الفرنسية كانت تفضل بقاء الموارنة بالمشرق لحاجتها إليهم في تثبيت مصالحها هناك.



ثم طرحت الفكرة من جديد بمناسبة الفتنة التي وقعت بين الدروز والموارنة سنة 1860م. وهكذا من أجل تنصير الشعب الجزائري توافدت على الجزائر عشرات الجمعيات التنصيرية المتخصصة، التي كسبت تجربتها من خلال عملها على تنصير شعوب عديدة، وكان لكل جمعية تنصيرية منهجها، فمنها من اختصت في التنصير من خلال كسب الأراضي الزراعية ومنها من تهتم بالأطفال ومنها من تركز عملها على الشيوخ والعجائز ومنها من تعمل داخل المستشفيات ومنها من تخصصت في تنصير النساء ومنها من اهتمت بتنصير القبائل فقط ومنها من عم نشاطها القطر كله.
بحلول 1867م حلت بالجزائر نكبات مختلفة..

فمن زلزال البليدة إلى هجوم الجراد على سهل متيجة والمناطق المجاورة له ثم الجفاف ووباء الكوليرا والتيفيس، فانتشر الجياع في البلاد يقتاتون على الجذور والأعشاب، وبلغ الأمر درجة التقاتل على مزابل المستعمرين (المستوطنين الفرنسيين) في المدن، وتحول الناس إلى شبه هياكل عظمية تمشي فوق الأرض، حتى أن الجائع كان يعتدي على الفرنسيين ليس بنية الاعتداء وإنما لأجل أن يساق إلى السجن ليأكل هناك!! فيضمن قوته بصفة منتظمة!!

في مثل هذه الأجواء المظلمة ينتعش التنصير وهنا ظهر (لافيجري) الذي قرر أن يلعب دوراً لصالح الصليب بعد أن قام بدوره القذر في المشرق وبالضبط في تمويل نصارى الشام وتغذية الحرب الطائفية هناك، وقد اكتسب خبرة كبيرة في إشعال النعرات الطائفية والعنصرية، وقد اقترحه الجنرال ماكمهون على نابليون، فتسلم مهمته أواخر سنة 1866م، وكان واضحاً من اليوم الأول أن الكاردينال جاء لينصر الشعب الجزائري وليس لمهمة أخرى.

يقول في مراسلته لوزير الشؤون الدينية بعد قرار تعيينه: إني الوحيد الذي أبديت اهتماماً بنشر المسيحية وسط العرب، وقد كانت ولازالت لي علاقة طيبة مع مسيحي المشرق العربي، وهؤلاء يجب استدعاؤهم إلى الجزائر. وكان واضحاً في ذهنه أنه قادم إلى الجزائر لإحياء الكنيسة الإفريقية وأمجاد الكنيسة الرومانية الاستعمارية، وقد صرح بذلك في رسالته التي وجهها إلى رهبان الجزائر يوم 5 مايو 1867م والتي جاء فيها: سآتيكم إخواني في ساعة مشهورة لتاريخ إفريقيا المسيحية، إن الكنيسة وفرنسا متحدتان على إحياء الماضي.

بذل لافيجري جهوداً جبارة في تنصير الأطفال الجياع، إلا أن الأطفال كانوا بمجرد شفائهم أو حصولهم على القوت يفرون من المراكز التنصيرية، الأمر الذي حير الكاردينال فصرح في جنون وهسيتريا: يجب إنقاذ هذا الشعب، وينبغي الإعراض عن هفوات الماضي، ولا يمكن أن يبقى محصوراً في قرآنه.. يجب أن تسمح فرنسا بأن يقدم له الإنجيل، أو تطرده إلى الصحاري بعيداً عن العالم المتمدن. وهذه السياسة استلهمها لافيجري من سياسة الأمريكيين مع الهنود الحمر الذين رفضوا عادات ومفاسد الرجل الأبيض!!

ونظراً لتفاني لافيجري في التنصير كافأه البابا بيوس بتعيينه مندوباً للإرساليات التنصيرية في الصحراء يوم 2 أغسطس 1868م، وهكذا توسع نشاطه ليشمل الصحراء وإفريقيا، وفي نوفمبر 1868م اشترى لافيجري أراضي واسعة بالعطاف بسهل شلف وأسس به قريتين فلاحيتين هما: قرية القديس سبريان والقديس مونيك.
وكان الهدف من إنشاء القريتين عزل الجزائريين الذين تنصروا خوفاً من عودتهم إلى أهاليهم فيعودون إلى الإسلام. ومما قاله عن أهداف القريتين: ستتكون في كل قرية عائلات مسيحية عن طريق التزويج بين اليتامى واليتيمات، ثم قام بإنشاء فرقة خطيرة كان لها دور أسود في تاريخ الجزائر هي فرقة الآباء البيض سنة 1869م وهذه الفرقة هي التي ستأخذ على عاتقها مهمة تنصير الجزائر أولاً، ثم تونس والمغرب ثانياً، ثم إفريقيا أخيراً، وإعادة أمجاد الكنيسة الإفريقية!!!



وبالموازاة أسس حركة الأخوات البيض التي حملها مسؤولية تنصير النساء عن طريق التطبيب والتعليم والخدمات الخيرية.

كما قام لافيجري بتأسيس حركة تنصيرية مسلحة هي: جمعية إخوان الصحراء المسلحين التي أسسها ببسكرة سنة 1891م، وقد زعم مؤسسها أنها تهدف إلى محاربة بيع العبيد والرقيق في أفريقيا، وللعاقل أن يتعجب من حركة تدعيم محاربة بيع الرقيق وهي تنتمي إلى حضارة استرقت شعوبا بأكملها واستعبدت قارات بأسرها!! كانت اللافتة الظاهرة لهذه الجمعية هي محاربة بيع العبيد، ولكن الحقيقة غير ذلك، فقد كان الهدف منها حماية المنصرين والحفاظ على حركة التنصير بقوة السلاح خاصة بعد أن قام أهل الجنوب بقتل جماعة من المنصرين الذي أساؤوا للدين الإسلامي واستفزوهم في عقيدتهم كالأب بولمي والأب مينوري والأب بوشو. كما كانت تهدف حركة إخوان الصحراء المسلحين إلى استكشاف الصحراء وتسهيل وصول العسكريين وبسط النفوذ الفرنسي في أعماق الصحراء.

ملحق

دليل المنصرين في الجزائر وشمال إفريقيا

قدّمت كنيسة(كليفلاند) بالولايات المتحدة الأمريكية دليلا متكونا من سبع و ثلاثين نصيحة للعاملين أو الراغبين في العمل في ميدان التنصير بالجزائر.

وأدعو كلّ من وصله هذا الدليل أن ينشره بين المواطنين في المغرب العربي و شمال إفريقيا لتحسيس المسلمين بالمكائد التي تدبّر لهم بليل.

وأشير إلى أن الدليل يسمي المقصودين بهذه النصائح "المسلمين الشعبيين" أي الذين يفتقرون إلى القدر اللازم من الحصانة الدينية والمادية، وليس الذين لهم مستوى مادي وديني.

هؤلاء المسلمون الشعبيون من السهل استدراجهم إلى الردّة و إغراءهم بالمال أو الخطب التنصيرية.

وإليكم النصائح:


1- غيّروا ملابسكم واحتشموا، فملابس المنصّرين منفّرة للمسامين، ومن الخطأ ارتداء النساء الملابس القصيرة، ومن الأفضل ارتداء ملابس المنطقة المراد تنصيرها.

2- لا يجلس خلفكم أحد, بحيث ترون جميع المستمعين، وحتى لا يتمكن أحد من إصدار إشارات تطعن فيما تقولون ولا يكون مكان جلوس مستمعكم أرقى من مكان جلوسكم.

3- عليكم بالاستفراد بالمسلم, إذ ليس من الحكمة أن تخاطبوا المسلم في حضور مسلم آخر.

4- لا ينبغي للمسلم أن يستفرد بأحدكم.

5- إذا كان المسلم جالسا فاجلسوا أو واقفا فقفوا.

6- لا تمشوا على الحصير بنعالكم فأنهم يصلّون عليه.

7- تظاهروا باحترام اللغة العربية لأنهم يقدسونها فهي لغة كتابهم و تجنّبوا الحديث باللغة الفرنسية أمام الجزائريين و المغاربة و التونسيين لأنها تذكرهم بالاستعمار و اكتبوا ما لم تستطيعوا قراءته بلغتهم على لافتة.

8- الصلاة من أجلهم قبل وبعد وأثناء اللقاء من أجل أن يسكن يسوع قلوبهم.
9-10-11-12- تتلخص هذه النصائح في الاستعداد والإعداد للنقاش باختيار النقاط المراد مناقشتها ونصوص (الكتاب المقدّس) للاستشهاد بها على أن يكون التركيز على الموضوع الواحد في اللقاء الواحد، وابدأ اللقاء بحديث عن التقاء الأديان واشتراك البشر في المولد والممات ولقاء الله بعد الموت واذكر ما هو متفق عليه بينك و بينه.

13- التحلي بالشجاعة فالمسلمون يعجبون بمن يتحدث بشجاعة عن معتقداته، مع الحذر من أن تمس بدينهم وقرآنهم ونبيهم وعبادتهم بسوء.

14- التهرب والاعتذار عند التعرض لسؤال محرج.

15- الاستعانة بالمراجع التي تناولت اعتراضات المسلمين ولا تسمح لهم باستدراجك إلى ما لم تعدّ نفسك له.

16- الابتعاد عن مناقشة الثالوث ولو للحظة واحدة، لأن ذلك لا يقنع العقل المسلم.
17- إقناع المسلم بالخطأ، لأنه لا يؤمن بانفصال يسوع ( عيسى عليه السلام ) عن الروح القدس، وإذا لم يقتنع في جلسة فعليك بجلسات.

18- عدم استغفال المسلم، مثل التكلم بألسن غريبة أو عمل ( معجزة) أمامه، فهو لن يقبل إلا ما تتحدّث به إلى عقله.

19- عدم إهداء الإنجيل، فلا تعطيه إياه إلا بثمن، واعلم أنه سيرفض شراءه لأنه خال من البسملة وذكّره أنّه لا يوجد البسملة في الخبز ولكنه يقولها عند أكله، فاطلب منه أن يفعل ذلك مع ( كلمة الربّ) التي هي خبز الحياة

20- احترام الإنجيل، فالمسلمون الجزائريون يحترمون ويقدّسون القرآن، فكن مثلهم في احترام الإنجيل ولا تحط من قيمته.

21- استغلال جوع المسلمين، الذين يعانون من حالات الطرد والتشريد والاضطهاد
وحالة الرعب التي أصابتهم في السنوات الأخيرة.

22- مباركة الرب لكم والتحلي بالصبر في خدمة الرب يسوع.

23- مشاركة المسلمين في دهشتهم من تعدد كتبنا، فمن الأهمية أن نقترب من المسلمين في مشاركتهم الدهشة، وإنكار أن لدينا عدّة كتب، لأنها جميعا عبارة عن بشارات سارة وليست هي الكتاب الذي نزل على عيسى من السماء.

24- احذر من نسبة الإنجيل لله، لأن أناجيلنا تنسب إلى متىّ ولوقا ومرقص ويوحنا، وهي إساءة لا يمكن حذفها، فاحذر أن تنسبها إلى الله.

25- عدم ذكر (بولس الرسول)، فذكر كلمة (رسول) عن شخص لم يسمعوا عنه سيثير حفيظتهم، والذي سمعوا عنه هو أسوأ رجل في النصرانية، لأنه اخترع مفاهيم لم يأت بها المسيح.

26- لا تقل المسيح ابن الرب، فذلك يعني عند المسلمين الشرك بالله، وهو عندهم أسوأ الخطايا التي يرتكبها بشر في حقّ الله.

27- عدم وصف المسلمين بالوثنية والضلال - رغم أنهم كذلك-..

28- قولوا لهم : يسوع أعظم من قانون الله، لأن الإيمان بالمسيح (الرب) المنقذ المخلّص الفادي يكفينا لكي نحقق إرادة
( الربّ)، وقد بذل روحه فداء لخطايانا، مماّ يجعل المذنب الذي يؤمن به بريئا من كل ذنوبه.

29- لا تذكروا أخطاء إبراهيم، الذي فعل أخطاء كثيرة، لأنه عند المسلمين - أبو المؤمنين -، ولا تنقدوا القرآن الذي جعل إبراهيم أبا الأنبياء.

30- المسلمون يؤمنون أنّ القرآن ينصّ على أن الجزاء عند الله بعد الموت، وأنه لا أجد يضمن لهم الجنّة، قولوا لهم: يسوع يضمن الجنّة ويجعل كل الأعمال مقبولة.

31- اعلموا (إشكالية حرف الجرّ) عند المسلمين، فهم لا يقولون نحن نعرف الله و لكنهم يقولون ( نحن نعرف عن الله، وأتحرّك بعون الله )، فدائما هناك حرف الجرّ يفصل المسلم عن الله، أمّا النصارى فيقولون نحن نعرف الله بدون حرف الجر..

32- حدّثوهم عن سماوية الإسلام والنصرانية.

33- الرفض الآلي لعقيدتنا عند المسلمين وسلاحكم في مواجهته هو الصّبر، ولا تصدمكم كثرة الكلمات الدينية عندهم، فهي لا تعني شيئا كثيرا.

34- عدم الخجل من يهوذا، فالمسلمون يسألون لماذا اختار المسيح يهوذا الخائن ليكون أحد تلاميذه، يجب أن لا نخجل عندما نقول إن هناك أشياء معيّنة ليس لدينا إجابة عنها الآن، ولسنا وكلاء للدفاع عن ربّنا.

35- المسيح أعظم من محمد ( صلى الله عليه و سلّم ) لأن المسيح لم يمت، بل رفعه الله إليه ولكن محمدا مات..

36- مأزق الصّلب، فإذا سألوكم عن صلب المسيح، و لماذا قبل الإهانة واللطم والأذى وحمل الصليب، فلا بدّ أن نصبر عليهم حتى يتفهّموا قول المسيح عند اقتراب موته: ( ليس ما أريد ولكن ما تريد) ليُظهر أنه بقبول الصّلب، قبل رسالة الرب الذي هو الأب، حتى يصبح ممثّلنا وفادينا..

هذه بإيجاز النصائح السبع والثلاثون للمنصرين في الجزائر وشمال إفريقيا، ولا شكّ أن هناك نصائح أخرى لم تكشف بعدُ وهي من السرّية بمكان." انتهى النقل.


تعليق:

يجدر التنبيه إلى كون الفرنسيين في تلك الفترة لم يكونوا مهتمين بالدين، فقد قتلوا عددا كبيرا من رهبانهم أيام الثورة الفرنسية. و بالتالي عداءهم للكنيسة شديد! و تجد كثيرا من الأوروبيين يرفضون الزواج لا لسبب إلا لكونهم يعتقدون أنه عمل من اختراع الكنيسة للسيطرة على الناس.

لكنها المصالح، عدو عدوي صديقي. فقد استعملوا الرهبان في سبيل السيطرة على مستعمراتهم. كونهم يعلمون يقينا أن القوة الضاربة لذى الشعوب الإسلامية هي الإسلام!

و يحضرني الآن قصة إيجاد فيلق الأجانب (الفرنسي المشهور)، الذي يهرب إليه المجرمون فيحصلون على الأمان مقابل أداء الخدمة في هذا الفيلق.

هذا الفيلق أسس في حرب الجزائر سنة 1831 م، و سببه هو عجز الجيش الفرنسي في السيطرة على المنطقة الغربية، بحيث أن شدة المقاومة عزلت الجيش الفرنسي في مدينة وهران (غرب الجزائر) و لم يجرؤوا حتى على الرجوع إلى الجزائر العاصمة! حينها تم إنشاء هذا الفيلق للسيطرة على الوضع، و قد تم اختيار جنرال كان محكوما عليه بالإعدام، بسبب جرائمه التي ارتكبها في حق الفرنسيين، لكنه حصل على عفو، بشرط إرساله إلى الجزائر لتأذية ما بقي في صحيفته من أعمال قذرة. و حصل له ذلك، فجمع أراذل القوم من المجرمين و الضائعين في أوروبا ثم بدأ حملته التطهيرية، فكان لا يترك أحدا على قيد الحياة في كل قرية دخلها، و هذا بالطبع ترك أثرا سلبيا في نفوس الجزائريين، و حط مع الأسف من روح المقاومة.

فالقصد من ذكر هذا الكلام، هو أن هؤلاء الغاية تبرر عندهم الوسيلة، و فرنسا تاريخها مليئ بهذا النوع من الخبث و الهمجية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق