يقع حي صبرا ومخيم شاتيلا في منطقة سكنية شعبية في مدينة بيروت ويحيط بهما احياء صغيرة متلاصقة تجمع بينها هوية الفقر التي توحد بين الأمم والشعوب.
وقد اصبحت المنطقة تعرف بـ «مخيمات صبرا وشاتيلا» نظرا لوجود مخيم شاتيلا في قلبها.
ومخيم شاتيلا من اول المخيمات الفلسطينية في بيروت ويعتبر من اصغر المخيمات الفلسطينية مساحة، ونظرا لتزايد السكان حدث امتداد لبيوت اللاجئين الفلسطينيين الى خارج حدود المخيم، مما نتج عنه اختلاط مع الإخوة اللبنانيين وعدد من الجنسيات الاخرى سورية ومصرية وجزائرية وايرانية وكردية وباكستانية وبنغلاديشية واردنية.. مما جعل ضحايا المجزرة ينتمون الى هذه الجنسيات ولم تقتصر على الفلسطينيين.
اخذت اسرائيل تعمل على تدريب القوات اللبنانية داخل فلسطين المحتلة منذ بداية الحرب اللبنانية وكان فادي افرام ومار مارون ومارون مشعلاني وجورج ليس وسمير جعجع وشارل سحايا وبيار كساب وآخرون ممن احتلوا مراكز قيادية متقدمة في القوات الكتائبية ممن تلقوا تدريبات على ايدي الجيش الاسرائيلي. وكانت اسرائيل على معرفة تامة بصدق وولاء كل من هؤلاء لاسرائيل وخاصة فادي افرام والذي اصبح قائدا للقوات اللبنانية.
وقد تم تشكيل وحدة ارهابية متخصصة اطلق عليها اسم «وحدة بيغن» والتي اعتبرت أهم وحدة في القوات اللبنانية وكان لها الدور الرئيسي في ارتكاب مجزرة صبرا وشاتيلا.
ان الحديث عن مجزرة صبرا وشاتيلا له مدلول على الصعيد السياسي والعسكري والحضاري.. ويجدر القول انه حديث الساعة وكل ساعة كما كان حديث الأمس وحتما سيكون حديث المستقبل كما هو الحال مع مجازر دير ياسين وقبية وكفر قاسم وغيرها تكاد تكون الاسم الحركي للشعب الفلسطيني.
ان ما جرى لم يكن وليد الصدفة ولا مجرد ردة فعل طارئة نتيجة استفزاز سياسي او عسكري جماعي او فردي بل كانت جريمة مدبرة بقرار سياسي سابق القرار الدموي التنفيذي وعنوان هذا القرار تصفية القضية الفلسطينية ارضا وثورة وشعبا الا انه سيبقى عاجزاً عن تحقيق اهدافه امام اصرار الشعب الفلسطيني على استعادة حقه والحفاظ على وجوده وكيانه.
ومنذ الاول من ايلول عام 1982 والذي تم فيه خروج آخر مقاتل فلسطيني وجندي سوري أخذت اسرائيل تخطط بالتعاون مع القوات اللبنانية لدخول بيروت تحت شعار تطهيرها من الارهابيين وممن تبقى من المقاتلين الفلسطينيين حيث اخذت تدعي ان هنالك الفين وخمسماية مقاتل فلسطيني ما زالوا في بيروت.
كما ان القوات المتعددة الجنسيات الاميركية والفرنسية والايطالية اعتبرت ان مهمتها انتهت وغادرت بيروت وكان آخر المغادرين الفوج الفرنسي والذي غادر في الحادي عشر من ايلول.
بدأت الاستعدادات للدخول الى بيروت حيث اصبح الجو ملائما لدخولها بعد ان افرغت من المقاتلين الفلسطينيين.
ولم يتحدث أحد عن مسؤولية أمن المخيمات الفلسطينية حيث ا عتبرت الولايات المتحدة الاميركية هي الضامنة لذلك بناء على الاتفاقية التي عقدت مع المبعوث الاميركي فيليب حبيب.
كانت اسرائيل على معرفة تامة بعدد القوات التي خرجت لأنها كانت تراقب الموقف عن كثب، وعندما تأكدت من خروج معظم المقاتلين الفلسطينيين ولم يبق الا اعداد قليلة غير مسلحة بأسلحة كافية لمقاومتها، فأخذت تستعد لدخول بيروت.
بدأت تحشد القوات اللازمة للحصار وبدأت القوات اللبنانية بجمع عناصرها والتي سيناط بها الدخول الى بيروت ومخيماتها، وكان أحد اهدافها تدمير وازالة المخيمات الفلسطينية كما حدث في مخيم جسر الباشا وتل الزعتر حيث دمرا تدميرا كاملا وتمت ازالتهما.
اخذت اسرائيل تزعم ان هنالك الفين وخمسمئة من المقاتلين الفلسطينيين في بيروت واتخذت من ذلك ذريعة لاحتلال بيروت.
كان سكان بيروت الشرقية يعيشون فرحا كبيرا بنجاح بشير الجميل في انتخابات الرئاسة والذي اخذ يعلن انه ليس رئيسا لحزب او طائفة وانه ليس زعيما لميليشيا وانما رئيس لكل لبنان بكافة طوائفه ورفض الدعوة التي وجهت اليه لزيارة اسرائيل وقال: بصفتي رئيسا للبنان لا استطيع قبول هذه الدعوة.
في يوم الثلاثاء الرابع عشر من ايلول وفي الساعة الرابعة والنصف من بعد ظهر ذلك اليوم دوى انفجار كبير في مقر القوات اللبنانية بالاشرفية في بيروت الشرقية ادى الى مقتل الرئيس المنتخب ومقتل واحد وعشرين شخصا واصابة تسعة وخمسين بجروح مختلفة.
وهنا استغلت اسرائيل هذا الحدث واتخذته ذريعة ثانية للدخول الى بيروت ومخيماتها تحت شعار منع حدول حمام دم بين انصار الرئيس المنتخب وعناصر الحركة الوطنية اللبنانية كما حدث في السبعينيات بين المسيحيين والمسلمين.
وهكذا زحف الجيش الاسرائيلي الى بيروت وقام باحتلالها ومحاصرة مخيم صبرا وشاتيلا، ولم يجد الجيش الاسرائيلي في صبرا وشاتيلا ولا في بيروت الغربية العدد الذي ادعته اسرائيل من المقاتلين الفلسطينيين ولم تحدث اشتباكات ومجزرة بين المسلمين والمسيحيين اللبنانيين وانما اعد لمجزرة في منطقة صبرا وشاتيلا خطط لها وزير الدفاع الاسرائيلي ارئيل شارون ورئيس هيئة اركانه الجنرال رفائيل ايتان، وقامت بتنفيذها ميليشيا القوات اللبنانية والعناصر المؤازرة لها.
في صباح اليوم التالي لاغتيال بشير الجميل وفي الساعة الثالثة صباحا وقبل الهجوم الاسرائيلي على بيروت الغربية واجتياحها حدث اجتماع في المقر العام للقوات اللبنانية حضره عن الجانب الاسرائيلي الجنرالين ايتان ودروري وعن الميليشيات الكتائبية فادي افرام القائد العام للقوات وايلي حبيقة مسؤول المخابرات في القوات ووضعوا تفاصيل مشاركة الميليشيات في عملية السيطرة على بيروت الغربية ومخيماتها.
كما ناقش الكنيست الاسرائيلي مبدأ دخول الكتائبيين الى مخيمات الفلسطينيين. وقد اعلن مسؤول كتائبي بانهم منذ سنوات ينتظرون هذه اللحظة.
وقد اصدر شارون تعليماته الى قائد الجبهة الشمالية بأن عملية تمشيط المخيمات وتطهيرها سيتولاها الكتائبيون وان على الجنرالين ايتان وامير دروري ان يظلا على اتصال دائم بالكتائب من اجل الاشراف على دخولهم الى المخيمات الفلسطينية، كما ان الاسرائيليين قاموا بطلاء دهان على جدران المباني ووضع اشارات استكشاف وأسهم تشير الى محور الانطلاق من الشويفات في جنوب شرق بيروت وحتى السفارة الكويتية وباتجاه مخيم صبرا وشاتيلا.
وقد نظمت القوات اللبنانية هذه العملية بالتعاون مع القيادة الاسرائيلية وحددت المسار بدقة للذين لا يعرفون المدينة من هذه القوات.
في الساعة الخامسة صباحا تقدم الاسرائيليون على طول الطريق الساحلي من الاوزاعي باتجاه الشمال حتى كورنيش المزرعة وتواجدوا على الطريق التي تمر غرب مخيمي صبرا وشاتيلا باتجاه المدينة الرياضية، كما تقدمت شرق المخيمات باتجاه ميدان سباق الخيل، كما تقدمت القوات التي أنزلت في مرفأ بيروت الى قلب حي الفنادق وتجمعوا عند بوابة المتحف حيث بدأوا التقدم من الشرق الى الغرب.
لم تواجه القوات المتقدمة الا ببعض المقاومة من الحركة اللبنانية والتي لا تملك الا اسلحة خفيفة وبعض الصواريخ المضادة للدبابات آر. بي. جي وتم قتل 52 جنديا اسرائيليا في اليوم الاول.
وقد حضر شارون في التاسعة صباحا ليدير المعركة من على سطح عمارة عالية تقع على مفرق السفارة الكويتية.
اخذت الطائرات الاسرائيلية تحلق في سماء بيروت وفوق منطقة الفاكهاني والمخيمات الفلسطينية حيث بدأت عملية رحيل السكان من مقرات منظمة التحرير الفلسطينية والتي لجأوات اليها اثناء حصار بيروت ونتيجة لتدمير بيوتهم واحكموا الحصار حول المخيمات ومنعوا خروج الأهالي منها.
صباح ذلك اليوم توجه موريس داريبر الموفد الخاص للرئيس الاميركي ريغان الى مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي ليبحث معه تنفيذ النقطة الثانية من اتفاقية فيليب حبيب والتي تنص على انسحاب كل القوات الغريبة من لبنان.
قام مناحيم بيغن بابلاغه بأن القوات الاسرائيلية تتقدم وتأخذ مراكزها في بيروت الغربية منذ الساعة الخامسة صباحا لمنع حدوث اي انتفاضة دموية وان العملية محدودة بأهدافها ومدتها ايضا.
في المساء بدأت القوات الاسرائيلية تقصف بالقنابل مخيمي صبرا وشاتيلا فاوقعت عدة اصابات في صفوف المدنيين.
حاول السكان المغادرة الا ان الحواجز الاسرائيلية منعتهم واعادتهم الى المخيمات.
في تلك الليلة انقطعت الكهرباء عن بيروت بشكل مفاجىء وغرفت في ظلام دامس وأخذت تضاء بواسطة الصواريخ المضيئة التي تطلقها القوات الاسرائيلية فوق المخيمين.
خلال 30 ساعة فقط انجز الجيش الصهيوني مهمته وسيطر على بيروت الغربية كلها والتي لم يستطع دخولها او يتقدم نحوها خلال 88 يوما عندما تواجد بها المقاتلون الفلسطينيون.
وفي تل ابيب كانت وزارة الدفاع الصهيونية تحتفل بعيد رأس السنة اليهودية واثناء الاحتفال اعلن شارون نجاح العملية ورفع كأسه وشرب نخب دماء نساء واطفال صبرا وشاتيلا.
اصدر الناطق العسكري بيانا اعلن فيه «ان الجيش الاسرائيلي يسيطر على جميع النقاط الاستراتيجية في بيروت وان مخيمي اللاجئين ومعهما تجمعات الارهابيين محاصران ومقفلان».
استيقظ اهالي المخيمين على هدير الطائرات المحلقة على ارتفاع منخفض، وكانت القوات الاسرائيلية تطوق المخيمين باحكام والقناصة يتمركزون حول المخيم ويختارون اهدافهم في ازقة المخيمين.
بدأ القصف من التلال والمرتفعات المحيطة بالمخيمين واخذت القذائف تتساقط بكثافة، وطوال النهار كان الجرحى ينقلون الي مستشفى غزة دون انقطاع وارسل بعضهم الى مستشفى المقاصد القريب من المخيمين.
بعد ان تم التمهيد للمذبحة بدأت قوات الكتائب اللبنانية تأخذ دورها بعد ان كانت قد انجزت استعدادها وجمعت ما يزيد على الف وخمسمائة مقاتل وقد اتصل الجنرال ايتان بوزيره شارون يعلمه ان الأمور تسير كما اعد لها، وطلب شارون من الجنرال دروري ان يتحقق بنفسه من جاهزية الكتائبيين.
في صباح ذلك اليوم كان الجنرال ايتان قد عقد اجتماعا في مقر القيادة العامة الاسرائيلية تولى فيه شرح مهمات الكتائبيين في المخيمين وقد اشترك في الاجتماع رئيس المخابرات العسكرية والجنرال سايني احد كبار موظفي الموساد ورئيس الشين بيت أي قسم الأمن الداخلي.
عند الظهر استقبل الجنرال دروري في قيادته العامة قائد القوات اللبنانية فادي افرام واستفسر منه اذا كان رجاله على استعداد للدخول الى صبرا وشاتيلا. فاجابه نعم - وحالاً - وطالما انتظرنا هذه اللحظة منذ سنين. فاعطاه الضوء الاخضر للبدء بالمذبحة.
تجمعت القوات الكتائبية قرب مطار بيروت الدولي ثم انطلقت باتجاه المخيمين متتبعة الاسهم والاشارات التي رسمت في الليلة السابقة على جدران المدينة.
في الساعة الثالثة بعد الظهر التقى الجنرال موسى يادون امر القوات الاسرائيلية بايلي حبيقة وفادي افرام ووضعوا اللمسات الأخيرة، وبذلك انتهى مخطط الاقتحام ولم يبق الا التنفيذ، وأكد لهما ان قواته ستقدم لهم كل الدعم اللازم من اجل تطهير المخيمين من الارهابيين.
بعد هذا الاستعداد اتصل الجنرال دروري بشارون وقال له:
اصحابنا يتقدمون في المخيمين لقد نسقنا عملية دخولهم فأجابه:
تهانينا تمت الموافقة على عملية اصحابنا.
وقد قال شارون للكنيست بأن جنرالاته قد حددت للكتائبيين كيف يقتحمون المخيمين وما عليهم القيام به لتطهيره.
وقد رفض شارون ان يكون هنالك ضابط ارتباط داخل المخيمين للابتعاد عن المسؤولية والادعاء بأنه لا يعلم شيء عما يحدث خاصة وانه استمع الى ايلي حبيقة والذي حدثه عن الصورة التي سيتمون بها مهمتهم.
دخل ايلي حبيقة ورجاله الى المخيمين بمباركة من اسرائيل وقد صرح حبيقة لمراسل التلفزيون الاسرائيلي بأنه قام بجمع معاونيه الرئيسيين في مقر قيادته وكان مساعداه اميل عيد وميشال زوين وآمر الشرطة العسكرية ديب انستاز وآمر منطقة بيروت الشرقية مارون مشعلاني وجوزف أده قائد المغاوير وضابط الارتباط مع الجيش الصهيوني «جيسي» والذي علق بأن لا حل الا بقتل الفلسطينيين.
بعد هذا الاجتماع تحركت القوات اللبنانية والتي كانت قد تجمعت قرب مطار بيروت واجتازت حي الاوزاعي وسارت بمحاذاة ثكنة هنري شهاب وبلغت مبنى الأمم المتحدة قرب السفارة الكويتية والى الشمال من هذا الموقع اقام الاسرائيليون مركزا للمراقبة وللقيادة في عمارة من سبعة طوابق تعود لاحد كبار ضباط الجيش اللبناني والتي من على سطحها تستطيع رؤية ما يجري في ازقة المخيمين حيث لا تبعد عن احدى نقاط المجزرة اكثر من مئتي متر.
صدرت الاوامر للحواجز الاسرائيلي بترك القوات الكتائبية تعبر الى المخيمين عند مغيب الشمس.
هرع عدد من سكان المخيمين الى مقر القيادة الاسرائيلية وابلغوها بما حصل داخل المخيم الا ان الاسرائيليين امروهم بالعودة الى بيوتهم ومن عاد فقد حياته.
لم تعد العملية كما ادعت اسرائيل بأنها لفصل الاطراف المتقاتلة ولتجنب المذابح فاسرائيل تعلم علم اليقين ان من بقي في المخيمين هم من النساء والاطفال والشيوخ، وانهم غير مسلحين ولم تواجه القوة التي اخذت تقتل وتدمر البيوت بأي مقاومة سوى من بعض الاشبال الذين لا يزيد عددهم عن عشرة بينهم فتاة ويقودهم الشيخ زكريا.
عندما انتشر خبر المجزرة استدعى وزير الخارجية الاميركي جور ج شولتز السفير الاسرائيلي موشي آرنز وسأله عن الهدف الحقيقي الذي ترمي اليه الحكومة الاسرائيلية وما هي المهلة المطلوبة لاخلاء بيروت.
لم تكترث اسرائيل لسؤال شولتز فقد اخذت الضوء الاخضر من الولايات المتحدة الاميركية ولم يعد مهما الاجابة على سؤاله فهي تفعل ما تريد وما يريده شولتز هو ان تظهر الولايات المتحدة وجهها النظيف الحضاري امام شعبها وامام العالم.
فاين الضمانات التي قدمتها حكومتهم لحماية المخيمات الفلسطينية بعد رحيل المقاتلين الفلسطينيين؟ واين تعهدها بعدم دخول الجيش الاسرائيلي الى بيروت؟
لقد جابت سيارات جيب عسكرية اسرائيلية يركبها مرتزقة من القوات الكتائبية ازقة المخيمين مسلحين بسواطير وفؤوس واسلحة رشاشة وعملوا على مدى اربعين ساعة على اطلاق نيرانهم على كل شيء يتحرك وحطموا ابواب البيوت واقتحموها واجهزوا على كل من فيها، عائلات بأكملها ذبحت وهم يتناولون طعام العشاء واطفال في ثياب النوم يرضعون قتلوا على صدور امهاتهم. لم يفرقوا في القتل بين لبناني او فلسطيني مقيم في المخيم كبيرا ام صغيرا ذكرا ام انثى. وفاق عدد الذين قتلوا على الألف شهيد من مختلف الجنسيات مع انه ورغم مرور تسعة وعشرين عاما على المجزرة لم يستطع احد تحديد عدد القتلى لاختفاء عائلات بأكملها ولم يبلغ عنها احد لأنه لم ينج منها احد.
في مساء يوم الخميس وقبل بدء المجزرة تحرك اربعة من سكان مخيم شاتيلا الى مقر القيادة الاسرائيلية قرب السفارة الكويتية لشرح الوضع الخطير وما سيواجهه السكان المدنيون من قتل ولكنهم لم يعودوا لقد وجدت جثث ابو احمد اسماعيل 55 عاما وابو احمد سعيد 65 عاما وابو سويد 62 عاما ولكن جثة توفيق ابو هاشمة 64 عاما لم يتم العثور عليها. لقد وجدت جثثهم قرب السفارة الكويتية وعلى باب مقر القوات الاسرائيلية.
بعد اكتشاف المجزرة دخلت عدسات الصحافة والتلفزة العربية والاجنبية وهالهم ما رأوا ولم يجدوا اي مقاتل بين جثث الشهداء وانما وجدوا اكواما من الكتل البشرية من اطفال وشيوخ ونساء جمعوا وقتلوا وقطعت رؤوسهم ومثلوا بجثثهم.
ان المجزرة التي جرت في مخيمي صبرا وشاتيلا ليست وليدة لحظة غضب عفوي فجره اغتيال بشير الجميل، كما ان هدم المنازل والبيوت ا لفلسطينية في اي مكان يتواجدون فيه هي سياسة اسرائيلية صهيونية بدأت مع اول تشكيل للعصابات الصهيونية منذ غزوهم لفلسطين، وذلك من اجل ترحيل الفلسطينيين عن وطنهم وعدم السماح لهم بالعيش في جماعات متصلة خوفا من اشتراكهم في النضال من اجل الوطن.
لقد قامت البلدوزرات بدخول المخيمين لاتمام المهمة بهدم البيوت واخفاء الجثث وكل آثار الجريمة. ولقد صرح الجنرال يارون امام لجنة التحقيق قائلا: لقد كنا نعرف انهم يريدون هدم المخيمين واقامة حديقة حيوانات على انقاضهما.
تحت شعار تحطيم البنية التحتية للارهابيين ورجال منظمة التحرير الفلسطينية تمت جميع عمليات اسرائيل وما زالت تسير على نفس النهج.
لقد صرح الوزير الصهيوني ياكوف ميريدور المعني بشؤون اللاجئين في الحكومة الصهيونية بقوله: ادفعوهم الى الشرق نحو سوريا اتركوهم يذهبون ولا تتركوهم يعودون ابدا.
لقد تمت محاسبته على هذا التصريح العلني الذي كشف الدور الاسرائيلي في لبنان.
اصبحت مجزرة صبرا وشاتيلا الحدث الأهم في الانباء العالمية واضيفت مجزرة اخرى الى المجازر التي ارتكبتها اسرائيل واعوانها منذ صدور وعد بلفور.
هل ستبقى اسرائيل بعيدة عن المحاسبة؟
وهل سيبقى من ارتكبوا المجازر احرارا دون حساب؟
كلا والف كلا فسيأتي يوم الحساب وما ذلك على الله بعزيز.
المجد والخلود لشهدائنا الابرار
انا لله وانا اليه راجعون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق